يقولون أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ومن المؤكد أن مرتكبي حوادث السير في المغرب اليوم، التي بلغت حصيلتها 2922 قتيلاً بين يناير ونونبر فقط، كانوا أطفالاً يوماً ما.
لهذا، فإن تلقين الطفل مبادئ الطريق وقواعد السلامة، بحيث يتشربها بشكل كامل، وتصبح بالنسبة له طريقة حياة، سيقلل بشكل كبير جدا من حوادث السير مستقبلاً.
هذا ما تنبهت له الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية "نارسا"، فعمدت إلى اعتماد طريقة وقائية جديدة، تتبنى فكرة ترسيخ هذه المبائ لدى الأطفال من خلال إدماج التربية الطرقية في المناهج الدراسية والأنشطة الموازية لفائدة الأطفال والشباب.
وترتكز هذه الاستراتيجية الجديدة على مجموعة محاورَ تتمثل في تعزيز مفاهيم التربية على السلامة الطرقية بالمنهاج الدراسي للسلك الابتدائي، حيث يكون الطفل مستعدا أكثر للتلقي، إضافة إلى إحداث ما سمي بـ"الشهادة المدرسية للسلامة الطرقية".
هذه الشهادة مشجعة جدا بالنسبة للطفل الذي يشعر بأنه يضاهي الكبار في الحصول على ما يشبه "رخصة السياقة"، مما سيعزز لديه أكثر قيمَ السلامة الطرقية.
ومن بين هذه المحاور أيضا إنشاء وتجهيز أندية التربية على السلامة الطرقية بالمؤسسات التعليمية، وكذا تسيير وتنشيط المراكز التفاعلية للتربية على السلامة الطرقية، إضافة إلى تنظيم فضاءات التربية على السلامة الطرقية بالمخيمات الصيفية.
ينضاف إلى كل هذا تنظيم أنشطة التربية على السلامة الطرقية على المستوى الجهوي بشراكة مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، مع أنشطة التربية للسلامة الطرقية لفئة مهمة جدا وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم أخيرا إعداد وإنتاج دعائم بيداغوجية ومنتوجات سمعية وبصرية ورقمية لفائدة الأطفال والشباب.
وبهذا تحاول وكالة "نارسا" التركيز على الفكر الوقائي، باعتبار أن حوادث السير اليوم هي نتاج لما تم ترسيخه قبل عقود في عقول السائقين والراجلين على حد سواء، لهذا فإن تجنب حوادث السير مستقبلاً، لا يكون سوى بجيل أكثر وعياً وحرصاً.